سورة الإسراء - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الإسراء)


        


{سبحان الذي} براءةٌ له من السُّوء {أسرى بعبده} سيَّر محمَّداً عليه السَّلام {من المسجد الحرام} يعني: مكَّة، ومكَّةُ كلُّها مسجد {إلى المسجد الأقصى} وهو بيت المقدس، وقيل له الأقصى لبعد المسافة بينه وبين المسجد الحرام {الذي باركنا حوله} بالثِّمار والأنهار {لنريه من آياتنا} وهو ما أُري في تلك اللَّيلة من الآيات التي تدلُّ على قدرة الله سبحانه. ثمَّ ذكر أنَّه سبحانه أكرم موسى عليه السَّلام أيضاً قبله بالكتاب، فقال: {وآتينا موسى الكتاب} التَّوراة {وجعلناه هدىً لبني إسرائيل} دللناهم به على الهدى {ألا تتخذوا} فقلنا: لا تتخذوا، و أن زائدة، والمعنى: لا تتوكَّلوا على غيري ولا تتَّخذوا من دوني ربَّاً.


{ذرية} يا ذريَّةَ {مَنْ حملنا مع نوح} يعني: بني إسرائيل، وكانوا ذريَّةَ مَنْ كان في سفينة نوح عليه السَّلام، وفي هذا تذكيرٌ بالنِّعمة إذْ أنجى آباءهم من الغرق، ثمَّ أثنى على نوحٍ، فقال: {إنَّه كان عبداً شكوراً} كان إذا أكل حمد الله، وإذا لبس ثوباً حمد الله.
{وقضينا إلى بني إسرائيل} أوحينا إليهم وأعلمناهم في كتابهم {لتفسدنَّ في الأرض مرتين} بالمعاصي وخلاف أحكام التَّوراة {ولتعلن علواً كبيراً} لتتعظمنَّ ولتبغُنَّ.
{فإذا جاء وعد أولاهما} يعني: أوَّل مرَّة في الفساد {بعثنا عليكم} أرسلنا عليكم وسلَّطنا {عباداً لنا} يعني: جالوت وقومه {أولي بأسٍ شديد} ذوي قوَّةٍ شديدةٍ {فجاسوا خلال الديار} تردَّدوا وطافوا وسط منازلهم ليطلبوا مَنْ يقتلونهم {وكان وعداً مفعولاً} قضاءً قضاه الله تعالى عليهم.
{ثمَّ رددنا لكم الكرَّة عليهم} نصرناكم، ورددنا الدَّولة لكم عليهم بقتل جالوت {وأمددناكم بأموالٍ وبنين} حتى عاد أمركم كما كان {وجعلناكم أكثر نفيراً} أكثر عدداً من عدوِّكم.
{إن أحسنتم} أَيْ: وقلنا: إن أحسنتم {أحسنتم لأنفسكم} إن أطعتم الله فيما بقي عفا عنكم المساوئ {وإنْ أسأتم} بالفساد وعصيان الأنبياء وقتلهم {فلها} فعليها يقع الوبال. {فإذا جاء وعد الآخرة} المرَّة الأخيرة من إفسادكم وجواب إذا محذوف على تقدير: بعثناهم {لِيَسُوْءُوْا وجوهكم} وهو أنَّه بعث عليهم بختنصر، فسبى وقتل وخرب، ومعنى لِيَسُوْءُوْا وجوهكم: ليخزوكم خزياً يظهر أثره في وجوهكم، كسبي ذراريكم وإخراب مساجدكم {وليتبروا ما علوا} وليدمِّروا ويُخرِّبوا ما غلبوا عليه.
{عسى ربكم} وهذا أيضاً ممَّا أُخبروا به في كتابهم، والمعنى: لعلَّ ربكم {أن يرحمكم} ويعفو عنكم بعد انتقامه منكم يا بني إسرائيل. {وإن عدتم} بالمعصية {عدنا} بالعقوبة، هذا في الدُّنيا، وأمَّا في الآخرة فقد {جعلنا جهنم للكافرين حصيراً} أَيْ: سجناً ومحبساً.
{إنَّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم} يرشد إلى الحالة التي هي أعدل وأصوب، هي توحيد الله تعالى والإِيمان برسله {ويبشر المؤمنين} بأنَّ {لهم أجراً كبيراً} وأنَّ أعداءهم معذَّبون في الآخرة.


{ويدعو الإِنسان...} الآية. ربَّما يدعو الإنسان على نفسه عند الغضب والضَّجر، وعلى ولده وأهله بما لا يحبُّ أن يستجاب له، كما يدعو لنفسه بالخير {وكان الإِنسان عجولاً} يعجل في الدُّعاء بالشَّرِّ كعجلته في الدُّعاء بالخير.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8